{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ} من دون أن تكون لهم حجةٌ على الكفر ،وانطلقوا في الكفر من روحية التمرّد والعناد ،فيتوقفون قليلاً ،ليسمعوا السؤال الذي يطرحه الله عليهم ،لا ليجيبوا عليه ،لأنهم لا يملكون جواباً يمنحهم الحجة أمام الله ،فللَّه الحجة البالغة عليهم ،ليسجّل عليهم الموقف الذي يعرّيهم أمام المصير المحتوم:{أَفَلَمْ تَكُنْ آياتي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} لتدفعكم إلى التفكير والتأمّل ،ولتقودكم إلى الحوار الذي يهديكم إلى معرفة الحقيقة الإلهية التوحيدية ،وإلى الإيمان بها ،لأن هذه الآيات تملك المضمون الذي يلتقي بالعقل والوجدان من أقرب طريق ،ولكنكم رفضتم ذلك من موقع الكبرياء التي تمنعكم من التنازل عن رأيكم بفعل العصبية الذاتية أو الطبقية{فَاسْتَكْبَرْتُمْ} استكبار الطغيان على الحق ،والرفض لرسل الله{وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} تعيشون جريمة الانحراف العقيدي بالكفر والشرك ،والانحراف العملي بالتمرد والعصيان .