{قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ} فلا أملك تفاصيل علم الغيب الذي أحدثكم عنه ،لأنه ليس علماً ذاتياً أملكه ،بل هو علمٌ يأتيني من ذي علمٍ ،{وَأُبَلّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ} من الله العليم الحكيم القادر الذي أمرني أن أبلغكم رسالة التوحيد ،وأنذركم عذاب يوم عظيم ،{وَلَكِنّى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} لأنكم لا تواجهون الأمور المطروحة عليكم بجدّيةٍ ومسؤوليةٍ كما يفرض العقل ،فالإنسان لا بدّ من أن يفكر في أية فكرة يسمعها ويدخل في حوارٍ حولها مع من يثيرونها ،لا سيّما إذا كانت متصلة بقضايا المصير ،فكيف تقفون هذا الموقف المعاند دون أيِّ أساسٍ للعناد ،وكيف تستهينون بالإنذار ،وأنتم لا تعرفون خطورته على حياتكم ؟