{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} ،فقد كان يحكمها قومٌ جبّارون ،ولم يكونوا على استعداد للدخول في صراع معهم .ولذلك كان ردُّ الفعل لطلب موسى أن قالوا له: إنَّ دخولهم معلّق على خروج الجبابرة بهدوء واستسلام ،حتَّى إذا خرجوا من دون أن يكلفهم ذلك نقطة دم ،كان الدخول معقولاً .وكان هناك رجلان لا ثالث لهما من الَّذين يخافون الله ،أنعم الله عليهما بنعمة الإيمان ،وعرفامن خلال ذلكمعنى المسؤوليّة في مواطن التحدّيات ،ووقفا في مواجهة هذا الجمع المهزوم ليقولا له: إنّنا نملك القوّة الّتي تستطيع أن تحكم الفكر والنَّاس والحياة ،وكل هذه الأمور من وسائل القوّة الغالبة ،فلندخل الباب عليهم ولنهاجمهم في عقر دارهم ،ليكونوا في موقع الضعف ،ونكون في موقع القوّة ،فإنَّ القوم طلاب مُلك ونحن جنود رسالة ،وستتغلب الرسالة على المُلْك إذا أخذت بأسباب القوّة الماديّة ،مضافاً إلى ما تملكه من القوّة الروحيّة