وتبقى السورة على تحركها في أجواء القيامة التي يقف فيها الإنسان الكافر العنيد ،والمتقي المؤمن ،ليواجه كل منهما الموقف الحاسم الذي يحدّد مصيره النداء الإلهي الذي يأمر بالعذاب أو الثواب بشكل مباشرٍ .
{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} ما المراد بالقرين هنا ؟هل هو الملك الذي يسوق الإنسان ليقدّمه إلى الله في مقام الحساب ،باعتبار أن الملك هو الذي كان يرافقه بحكم وظيفته في تسجيل أعماله ؟أم هو الشهيد الذي يشهد عليه بما عمله ويقدِّم أعماله بين يدي الله ؟أم هو الشيطان الذي يصاحبه ويزيّن له معاصيه ،لتكون المسألة كناية عن النهاية التي يوصل الشيطان صاحبه إليها في نار جهنم ؟
وربما كان الأقرب إلى السياق هو الاحتمال الأول ،باعتبار أنه هو من يقدم هذا الشخص إلى الله معه بعد انتهاء مسؤوليته ؛والله العالم .