{لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مّنْ هَذَا} باستغراقك في لهو الدنيا وعبثها وشهواتها ولذائذها ،وكانت هناك أكثر من غشاوة على بصرك القلبي ،فلم ينفتح قلبك على مواقع المسؤولية في آفاق الله ،{فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءكَ} فانكشفت لك الحقيقة الإيمانية بكل وضوحها وإشراقها ،{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} لا يخفى عليك أيّ شيء تحتاج إلى رؤيته ،لأن الوضوح في قضايا الآخرة لجهة حساب الثواب والعقاب ،ولجهة المصير في رضوان الله وسخطه ،يفرض نفسه بحيث لا يترك مجالاً للتعلّل بأيّ خفاءٍ في الحقيقة ،في ما يعتذر به الشاكّون أو الجاحدون من عدم الوضوح .