/م16
المفردات:
الغطاء: الحجاب الذي سببته الغفلة والانهماك في اللذات .
حديد: حاد ونافذ ،لزوال المانع للأعذار .
التفسير:
22-{لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} .
أي: يقال للكافر أو لكل إنسان من بر وفاجر: لقد كنت في الدنيا غافلا عن هذا اللقاء ،شغلتك عنه زخارف الدنيا وشئونها ،وأكبرت الدنيا ،ونسيت الآخرة ،والآن كشف الغطاء ،وظهرت الحقيقة ،ورأيت القيامة رأي العين فبصرك اليوم ،{حديد} .أي: قوي شديد نافذ .
قال الحجاج يتوعد بعض الرجال المخالفين له: لأحملنك على الأدهم ،فقال الرجل: مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب ،فقال الحجاج: ويحك إنه من حديد ،فقال الرجل: لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدا .
قال المفسرون:
{فبصرك اليوم حديد} .
أي: فبصرك ونظرك في هذا اليوم نافذ قوي ،تستطيع أن تبصر به ما كنت تنكره في الدنيا ،من البعث والحساب والثواب والعقاب ،والآيات في قوتها وجرسها وتصويرها لوحة هادفة ،تأخذ بيد الإنسان إلى الصراط المستقيم ،وتزيح عنه الغفلة في الدنيا ،وترسم له طريق النجاة في الآخرة .