{وَفِي السَّمَآء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} ما معنى وجود الرزق في السماء ؟قد يكون المراد به أسبابه كالمطر النازل من السماء ،فإن الماء المنهمر من السماء هو الذي يمنح الإنسان الرزق في ما يحيي به الأرض ،أو يروي به المخلوقات الحيّة ،وما يهيىء له من وسائل حياته من خلال ذلك كله من غذاءٍ ولباسٍ وانتفاعاتٍ عامّة .
وقد يكون المراد بالكلمة المعنى الإيحائي الذي يلتقي بالتقدير الإلهي لأرزاق العباد ،ما يجعلهم مشدودين إلى الله في كل تطلعاتهم وفي كل تمنياتهم وحاجاتهم ،باعتبار أنه المصدر الحقيقي للرزق ،ليعيش الإنسان الإيمان بالله والاعتراف بالحاجة إليه في كل أموره بالمستوى الذي يربط كل مفردات حاجاته اليومية به ،وهذا ما يمكن أن نستوحيه من قوله تعالى:{وَإِن مّن شَيْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} ( الحجر: 21 ) .
أمّا المراد بقوله:{وَمَا تُوعَدُونَ} ،فقد ذكر أنه الجنة التي وعد الله عباده بالغيب ..وقيل: إن المراد به أسباب الرزق وهو غير ظاهر .