هذه هي صورة الفريق الآخر ،فريق الإيمان والتقوى ،الذي انفتح على الرسالة والتزم بها ،وجاهد في سبيلها وتحمّل مسؤولية الدعوة إليها ،وأقبل على الله بكل كيانه في إسلام العقل والقلب واليد واللسان ،ليكون كله لله ،فلا نصيب فيه للشيطان .لقد تعذبوا كثيراً ،وتعبوا طويلاً وتحمّلوا قسوة الآلام وعذاب المشاكل ،وصبروا على ما لا يصبر عليه الناس ،وها هم يقفون بين يدي الله ليمنحهم رضوانه ومغفرته ورحمته ومحبته في نعيم خالد يقدّم إليهم في جنة الله ،حيث لا خوف ولا حزن في ساحة رضوانه .
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} في هذه الخضرة الممتدة في جمالها وإبداعها ،وفي هذه الينابيع الصافية المتفجرة في كل مكان ،