{هَلْ جَزَآء الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ} فإذا أحسن العباد إلى ربهم بطاعتهم إياه ،فإن الله يجزيهم بالإحسان إحساناً من خلال لطفه بهم وعطفه عليهم .
وقد أفاض علماء الكلام في الحديث عن الإحسان الإلهي لعباده المؤمنين المتقين ،أهو تفضّل أم استحقاقٌ ؟ولكن هذا البحث غير دقيق ،لأن الذي يقول بالاستحقاق ،يقصد به الاستحقاق من خلال تفضل الله عليهم بوعده لهم بالمثوبة والإحسان .وقد جاء عن الإمام علي ( عليه السلام ): «لو كان لأحدٍ أن يجري له ولا يجري عليه ،لكان ذلك خالصاً لله سبحانه دون خلقه ،لقدرته على عباده ،ولعدله في كل ما جرت عليه صروف قضائه ،ولكنه سبحانه جعل حقه على العباد أن يطيعوه ،وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب تفضّلاً منه ،وتوسّعاً بما هو من المزيد أهله »[