{إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} ممن يعيشون بطر النعمة وطغيانها ،فلا يشكرون الله عليها ،ولا يتحملون مسؤوليتها في ما يجب أن يوجهوها إليه من مواقع رضى الله سبحانه ،ولذلك فقد نسوا الله من خلالها ،وشغلوا بلذاتها وشهواتها عما عند الله من النعيم الباقي .
وإذا كان بعض أصحاب الشمال غير مترفين ،فإنهم كانوا ضحية المترفين في اتّباعهم وتقليدهم لهم في كل عاداتهم وتقاليدهم وأوضاعهم التي تشبه أوضاع المترفين في ما توحي به من الغفلة عن الله وعن أوامره ونواهيه ،والإخلاد إلى الأرض في شهواتها وأطماعها .