{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} فأحاط بكل أفكارهم ،فلم ينفتحوا على فكر الحق ،ونفذ إلى قلوبهم ،وتمكن منها ،وتحرك في كل نبضاتها وخفقاتها ،وامتد إلى كل آفاقها ،فلم يطلّوا على آفاق الله ورحاب الخير ومواقع الإيمان ،وانطلق إلى مواقع خطواتهم فبعثرها ،وانحرف بها عن الصراط المستقيم ،وأثار فيها الكثير من أجواء الشر والفساد ،{فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} في الكلمة ،فلا تنطلق به ألسنتهم ،وفي الموقف فلا تعي حضوره ذهنياتهم ،فاستغرقوا في الباطل كله ،يقدسون رموزه ،ويتحركون في مخططاته .
{أُوْلئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} لأنهم التزموا منهجه ،واتبعوا خطواته ،وصاروا من جماعته ،وعاشوا في أجواء إغراءاته وتهاويله ،وابتعدوا عن الله ،وكذبوا رسله ،ورفضوا شريعته .
{أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ} لأنهم خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ،ففقدوا النعيم في الجنة ،وعاشوا في عذاب النار وبئس المصير .