{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} لأن هذه العادة قد تأصّلت في نفوسهم بحيث أصبحت جزءاً من شخصياتهم ،فيمارسونها بشكلٍ عفوي من دون شعورٍ ،فلا يفكرون أن الحلف الكاذب أمام الناس قد يمر عليهم ،فلا ينكشف أمره لوجود بعض الحواجز التي تحجب الحقيقة عنهم ،ولكن الحلف أمام الله لا يمكن أن يمر من دون انكشاف الكذب فيه ،فهو الذي يعلم سرهم كما يعلم علانيتهم ،فلا تخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السماء .فكيف يمكن لهم أن يواجهوا المسألة بهذه الطريقة ؟إنها الغفلة المطبقة على العقول والأفكار التي تمنع الإنسان من التفكير السليم .
{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} من الثبات على القاعدة التي تحمي مواقعهم ومواقفهم ومصائرهم ،ولكنها القاعدة المهتزة اهتزاز النفاق في مواقعه وحركته ،فلا استقرار لهم على شيءٍ ،تماماً كما هو الذي يتحرك في الفراغ ،فلا شيء إلا الهواء ،ولا مجال إلا للسقوط ،{أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} في دفاعهم عن أنفسهم في الآخرة ،تماماً كما هو الحال في الدنيا .