وإذا كانت المسألة بهذا الحجم وبهذا المستوى ،فإن من المفروض للباحثين عن قضية المصير في مستقبل الآخرة ،أن يحسنوا عملية الاختيار في العمل والمواقف ،ليحسنوا عملية الاختيار في الغاية والمصير ،وهذا ما توحي به هذه الآية الكريمة:{لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} فهم ليسوا سواءً في البداية وليسوا سواء في النهاية ،فهناك الاستقامة أو الانحراف ،وهناك الطهارة أو القذارة ،وهناك الرسالة أو الهوى ،وهناك العذاب أو الثواب .{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ} برضوان الله ورحمته ونعيمه ،وأصحاب النار هم الخاسرون ،من خلال غضب الله وعقابه ،فلا بدّ للإنسان من أن يختار ،وليس هناك إلا خيار واحد لمن يعرف كيف يواجه المسألة بمسؤوليةٍ ووعيٍ وإيمان ،ليحصل على الفوز الكبير في رحاب الله .