{حَمُولَةً}: ما يستخدم للحمل والركوب .فتشمل كل الحيوانات الصالحة لحمل الأثقال والأحمال .
{وَفَرْشًا}: ما يستخدم من صوفها ووبرها فراشاً .وقيل: الفرش: الحيوانات التي لا تصلح إلا للذبح ولا يمكن الركوب عليها في مقابل الحمولة التي تكون صالحة لذلك .
{وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} حيث سخّرها الله لنا لنركب على ظهورها ولتحملنا وتحمل أثقالنا إلى بلد لا نبلغه إلا بشقّ الأنفس ،كما ألهمنا الله أن نستخدم من صوفها ووبرها فراشاً نجلس عليه ،ورزقنا من لحومها وشحومها وألبانها الرزق الطيب الذي أباح لنا أكله وشربه ،واستطابه لنا ،ولم يحرّم علينا شيئاً منه إلا ما كان فيه ضرر على البدن .إنه يدعونا في الآية{كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} من هذا أو من غيره ،وتلك هي نعمة الله على الإنسان في ما ينمِّي به حياته{وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُواتِ الشَّيْطَانِ} في تحريم ما أحله الله ،أو في استخدام ما رزقكم الله في معصيته ،أو في التعامل به بما لا يرضاه ،أو في ممارسة ألوان السرقة والغش والخيانة والغصب ونحوها في تحصيله وكسبه ،فإن ذلك كله من خطوات الشيطان وتسويلاته التي تبعد الإنسان عن جادة الحق وبالتالي عن الله ،ولا بد للإنسان من أن يواجه الشيطان مواجهة العدوّ لعدوّه ،لأنه العدوّ الواضح الذي أعلن عداوته وسخّر كل طاقاته لإضلال الإنسان وإغوائه وإبعاده عن الصراط المستقيم ،إنه يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير .وهذا ما يوحي به قوله تعالى:{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} .