{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} وهذا هو العنصر الأساس الذي ترتكز عليه الشخصية الإسلامية ،في ما تحمله من مفهوم واسع عن الكون الذي يتحرك في تدبيره بإرادة الله ،وعن الحياة التي لا تستقيم إلا بدينه ،في ما يريد الله من الإنسان أن يحمله من تصور شاملٍ لما حوله ولمن حوله ،بحيث يكون الله محور كل شيءٍ ،في ما يختزنه وعيه ووجدانه في نظرته لكل الأشياء ،وعلى ضوء ذلك ،فإنّ الإيمان بالله ورسوله يمثل عنوان النظرة الكونية الشاملة للإنسان المسلم بالحياة ،في ما تمثله من الارتباط بالله والالتزام برسوله ورسالته .
{وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ} وذلك بأن تقدموا أموالكم في كل مواقع العطاء في موارده الخاصة والعامة ،وبأن تقدموا أنفسكم بكل إمكاناتها في مجالها العملي في حركة الحياة من حولها ،وبكل مواقع بذلها ،حتى تكون هي الضحية الطوعية لله في مواقع رضاه ،فإن ذلك وحده هو الشاهد الحي على الإخلاص لله في جميع الأمور ،ولذلك كان جزاؤه عظيماً ،{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ،لأن الموازنة بين ما تبذلونه من جهدٍ أو تضحية ،وبين ما تحصلون عليه من النتائج الكبيرة عند الله ،تؤدي بكم إلى القناعة بالفضل العظيم لما عنده .