{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا} في ما يحبه الإنسان من النتائج المباشرة لحركته الجهادية في تأكيد ذاته بالتغلب على القوى المضادة في ساحة المعركة ،لأنه يشعر بحصوله على ثمرة معاناته الشديدة:{نَصْرٌ مِّن اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} ،فقد جعل الله النصر والفتح القريب خاضعاً لجهاد المجاهدين الذين يمدهم الله بقوته ويرعاهم بلطفه ،ويفيض عليهم من رحمته .وربما كان المراد بالفتح القريب فتح مكة الذي كان المؤمنون ينتظرونه بلهفةٍ وشوقٍ ،كما يقال ،{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} لتكون البشارة هي البادرة التي يقدمها النبي( ص ) بتكليفٍ من الله ،فتكون قوةً لهم في ما يتحركون به من مشاريع جهاديةٍ مستقبليةٍ ،على أساس ما يحصلون عليه من الثقة بالنصر والفتح القريب .