كما أنّنا نقرأ في الآية اللاحقة عن شعبتين من الهبات الإلهية التي تفضل بها البارئ على عباده المؤمنين في هذه الدنيا حيث يقول: ( وأخرى تحبّونها نصر من الله وفتح قريب ){[5276]} .
يا لها من تجارة مباركة مربحة حيث تشتمل على الفتح والنصر والنعمة والرحمة ،ولذلك عبّر عنها البارئ سبحانه بقوله: ( الفوز العظيم ) ونصر كبير .ولهذا فإنّه سبحانه يبارك للمؤمنين تجارتهم العظيمة هذه ،ويزفّ لهم البشرى بقوله تعالى: ( وبشّر المؤمنين ) .
وجاء في الحديث أنّه في «ليلة العقبة »الليلة التي التقى بها رسول الله سرّاً بأهل المدينة قرب مكّة وأخذ منهم البيعةقال «عبد الله بن رواحة » لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): اشترط لربّك ونفسك ما شئت،فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): أشترط لربّي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ،وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأموالكم .
قال: فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( الجنّة )،قال عبد الله: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل ،أي لا نفسخ ولا نقبل الفسخ{[5277]} .
/خ13