{وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ} فتلك أمنيات الحمقى الذين يعيشون مع الأجواء المستحيلة المستقبلية ،بعد أن يكونوا قد أضاعوا الواقع الذي كان مفتوحاً أمامهم بكل سعته وامتداده ،فقد أراد الله للعمر الإنساني المحتوم أن يقف عند حدود الأجل من دون أن يمنح أي إنسانٍ فرصة لامتداده إلى أبعد من ذلك ،{وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} في طبيعة الظروف الضاغطة أو في الأجواء التي تفرض القيام بهذا العمل أو ذاك ،أو في الاختيارات الذاتية التي تتحرك من خلال العقد النفسية أو الشهوات الغريزية أو المنافع المادية ،فيعطي كل إنسانٍ جزاء عمله تبعاً لخلفيات العمل وظروفه ،وبذلك لا بد للإنسان من دراسة حساباته بكل دقةٍ ومسؤولية .