{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ} في بدايات أمرهم ،بشكلٍ ظاهريٍّ ساذجٍ قد ينفذ إلى العمق قليلاً ،في ما قد يكون في داخلهم من بعض مواقع الصدق والخير ،وقد لا يكون له عمق في الداخل ،بل كان الإيمان إيمان المصلحة لا إيمان القلب .{ثُمَّ كَفَرُوا} فساروا في خط الكفر ،والتزموا مفاهيمه ،{فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} بحيث كان الكفر حالةً إراديةً عميقةً في العقل ،رافضةً لكل روحٍ إيمانية في ما هو الفكر والشعور ،فأغلقوا قلوبهم عن الله ،فأغلقت عقولهم ومشاعرهم من خلال ذلك ،{فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} في ما قد يخاطبهم الرسول أو الدعاة إلى الله بآيات الله ،فلا يفهمون منها شيئاً ،لأن الإنسان يفهم بعقله النَيِّر المنفتح على الفكر الحق ،فإذا كان عقله مغلقاً ،فكيف تنفذ الحقيقة إليه .وتلك هي مشكلة الكثيرين من المنافقين والكافرين ،فهم لا يفقدون قابلية المعرفة بل يفقدون إرادتها التي هي سرّ حركتها في العقل والشعور .