{سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} لأن المسألة في استغفارك لأيِّ إنسانٍ في ما قد تفرضه عليك ضغوط المجاملة والمداراة التي قد يخيل للبعض أنك تخضع لها حرصاً على بعض التوازنات الاجتماعية في علاقتك بالمجتمع من حولك لمصلحة حركة الرسالة ،ليست مسألة ذاتية الاستغفار في صدوره عنك ،بل المسألة مسألة قابليتهم لغفران الله لهم ،لأنّ المغفرة بيده ،وليس لك أن تستغفر إلا لمن كان يعيش هذه القابلية وهم المؤمنون العصاة ،أما الكافرون الذين لا يؤمنون بالله ،والمشركون الذين يشركون بعبادته غيره ،فليس لهم طريق إلى رحمة الله ورضوانه ،وبالتالي فليس لهم مجال في عفو الله وغفرانه ،لأنهم لا يتعلقون من رحمة الله بشيء ،ولا يجدون أنفسهم بحاجةٍ إلى رحمة الله ،ما يجعل الفسق عندهم خطاً يؤكدون إرادتهم فيه ،ويرفضون غيره ،{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} لأن الله قد فتح لهم باب الهداية ،فأغلقوها على أنفسهم ،فلا يفتحها الله لهم من جديد مع بقاء إراداتهم الرافضة على حالها .