وهذه جولةٌ وعظيّة في رحاب التاريخ ،وانطلاقة توجيهيةٌ في أجواء الحاضر والمستقبل ،في السير على خط الله ورسوله الذي يفتح العقل والقلب والحياة على إشراقة النور المتفجر من أعماق الوحي ،لتنتهي المسألة إلى الجنة التي وعد الله بها المتقين ،ولتبقى مع الله الذي خلق الكون كله .
{وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ} أي استكبرت عن الخضوع لله في إطاعة أمره ،والمراد بالقرية ،أهلها ،في ما تختزنه من معنى المجتمع الذي يعيش فيها ،{فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً} في ملاحقة كل مفرداتها العملية ،في ما كان الأنبياء يحدثونها عن ذلك ،وعن النتائج الصعبة التي تنتظرهم من خلال كفرهم وعصيانهم ،فلم يخضعوا للحساب ،ولم ينتبهوا له ،ولم ينفتحوا على المشاكل التي تحيط بهم في ساحته .{وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً} لا يطيقه الذين يشاهدونه في ما يتعرفون إليه من قسوته وصعوبته ،بالمستوى الذي يؤدي إلى هلاكهم واستئصالهم ،