يقول تعالى ذكره:سَيَجْعَلُ اللَّهُللمقلّ من المال المقدور عليه رزقهبَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًايقول:من بعد شدّة رخاء، ومن بعد ضيق سعة، ومن بعد فقر غنى.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيانسَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا بعد الشدة الرخاء.
وقوله:( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) يقول تعالى ذكره:وكأين من أهل قرية طغوا عن أمر ربهم وخالفوه، وعن أمر رسل ربهم، فتمادوا في طغيانهم وعتّوهم، ولجوا في كفرهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين، قال:ثنا أحمد بن المفضل، قال:ثنا أسباط عن السدي، في قوله:( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) قال:غَيَّرت وَعَصَت.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله:( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) قال:العتو هاهنا الكفر والمعصية، عتُوّا:كفرًا، وعتت عن أمر ربها:تركته ولم تقبله.
وقيل:إنهم كانوا قومًا خالفوا أمر ربهم في الطلاق، فتوعد الله بالخبر عنهم هذه الأمة أن يفعل بهم فعله بهم إن خالفوا أمره في ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال:ثنا عمرو بن أبي سلمة، قال:سمعت عمر بن سليمان يقول في قوله:( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) قال:قرية عذّبت في الطلاق.
وقوله:( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) يقول:فحاسبناها على نعمتنا عندها وشكرها حسابًا شديدًا، يقول:حسابًا استقصينا فيه عليهم، لم نعف لهم فيه عن شيء، ولم نتجاوز فيه عنهم.
كما حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، قوله:( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) قال:لم نعف عنها الحساب الشديد الذي ليس فيه من العفو شيء.
حدثني عليّ، قال:ثنا أَبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله:( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) يقول:لم نرحم.
وقوله:( وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ) يقول:وعذبناها عذابًا عظيمًا منكرًا، وذلك عذاب جهنم.