{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ} فهذا هو الخط العام في حدود الإنفاق الواجب على الرجل في المال الذي يقدمه للمطلقة المرضعة لولده .{وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} بحيث كانت أحواله المادية ضيقة ،لا تسمح له بالتوسعة عليها{فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ اللَّهُ} أي مما أعطاه الله .
لا يكلف نفساً إلا ما آتاها
{لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَآ آتَاهَا} لأن الله إنما أنزل تكاليفه على العباد لتطاع ،وليكون الانبعاث عنها أمراً ممكناً ،أو قريباً من الطاقة الإنسانية العادية ،فإذا كان مستحيلاً كان عبثاً أو ظلماً ،لأن العقاب على ترك امتثاله يكون عقاباً على غير أساسٍ من العدل ،وإذا كان حرجاً أو شاقاً ،كان بعيداً عن اليسر الذي تنفتح النفس له وتقبل عليه ،ما يجعل من امتثاله أمراً لا يتفق مع لطف الله بعباده ،وعلى هذا الأساس ،فلا يكلَّف المطلِّق الإنفاق على المطلّقة بأكثر مما تتحمله طاقته المادية ،وعليها أن تنتظر اليسر في أموره بالاعتماد على الله الذي يغيّر أمور عباده من حالٍ إلى حالٍ ،{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} في ما تقتضيه رحمته من إعانة عباده على ما هم فيه من شدّةٍ وضيق عندما تقتضي الحكمة ذلك .