/م6
المفردات:
قدر عليه رزقه: ضُيّق .
آتاه الله: أعطاه .
إلا ما آتاها: إلا بقدر ما أعطاها من الأرزاق ،قلّ أو كثر .
التفسير:
7-{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} .
لينفق الغني من ماله ،فإذا كان موسرا يسّر على المطلقة وعلى أولادها ،ووسّع عليهم مما أعطاه الله له ،فالجود من الموجود ،وأولى الناس بالمشاركة في المال والتوسعة في العطاء زوجته السابقة وأولاده منها ،أما إذا كان الزوج فقيرا ،فلينفق مما آتاه الله من الأرزاق ،قلَّت أو كثرت ،فلا يكلّف الفقير نفقة مثل نفقة الغنيّ .
{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آَتَاهَا ...}
أي: بقدر ما أعطاها من الطاقة والقوّة .
وقريب منه قوله تعالى:{لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها ...} ( البقرة: 286 ) .
أي: إلا في إمكانياتها وسعتها .
وقد فاوت الله بين الناس في العطاء ،وجعلهم درجات ،وطلب الله من كل إنسان أن ينفق على أسرته حسب حالته ،وحسب يساره أو إعساره ،فإذا كان الزوج فقيرا ثم وسّع الله عليه ،وجب أن يزيد في نفقة أسرته ،وإذا كان غنيا ثم افتقر ،خفّض ميزانية النفقة ،وعلى الأسرة أن تصبر وتتحمل وتتعاون ،وتتقبّل ما ينفقه الزوج حسب حالته ،فلا ينبغي لزوجة الفقير أن تتطلع إلى نفقة واسعة مثل زوجة الغني ،بل تصبر حتى يوسّع الله على زوجها فيوسع عليها .
{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} .
سيجعل الله بعد الشدة فرجا ،وبعد الضيق سعة ،وفيه وعد من الله تعالى بمساعدة الفقراء إذا قنعوا ورضوا .
قال تعالى:{فإنّ مع العسر يسرا*إنّ مع العسر يسرا} .( الشرح: 5-6 ) .
وما أجمل هذا التشريع الإلهي الذي يربط النفقة بحالة الزوج .
جاء في تفسير الآلوسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن المؤمن أخذ عن الله أدبا حسنا ،إذا هو سبحانه وسَّع عليه وسَّع ،وإذا هو عزّ وجل قَتَّر عليه قتّر ".