وتبيّن الآية اللاحقة سابعوآخر حكمفي هذا المجال حيث يقول تعالى:
( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق ممّا آتاه الله لا يكلّف الله نفساً إلاّ ما آتاها ) .
فهل أنّ هذا الأمر يرتبط بالنساء اللائي يتعهدنّ رضاعة أطفالهنّ بعد الفرقة والطلاق ،أو أثناء العدّة التي أشير إليها بصورة إجمالية في الآيات السابقة ،أو أنّه يرتبط بكليهما معاً .
ويبدو أنّ المعنى الأخير أنسب وأقرب ،رغم أنّ بعض المفسّرين اعتبرها خاصّة بالنساء المرضعات فقط في الوقت الذي أطلقت الآيات السابقة على هذا الأمر تعبير «أجر » وليس «نفقة وإنفاق » .
على كلّ حال لا ينبغي للذين ليس لهم القدرة أن يتشدّدوا ويعقدوا الأمور ،كما أنّ الذين لا يملكون القدرة المالية غير مأمورين إلاّ بالقدر الذي تسعه قدرتهم المالية ولا يحقّ للنساء مطالبتهم بأكثر من ذلك .
وبناءً على هذا فالذين لديهم المقدرة والاستطاعة ثمّ يبخلون بها فإنّهم يستحقّون اللوم والتقريع لا الذين لا يملكون شيئاً .
وفي نهاية المطاف يبشّرهم الله تعالى بقوله: ( سيجعل الله بعد عسر يسراً ) أي لا تجزعوا ولا تحزنوا ولا يكن الضيق في المعيشة سبباً لخروجكم عن الطريق السوي ،فإنّ الدنيا أحوال متقلّبة لا تبقى على حال ،فحذار من أن تقطع المشاكل العابرة والمرحلية حبل صبركم .
وكانت هذه الآية بمثابة بشرى أبدية للمسلمين الذين كانوا حينذاك يعيشون ضنكاً مادياً وعوزاً في متطلّبات الحياة ،فهي تبعث الأمل في نفوسهم وتبشّر الصابرين .
ولم تمض فترة طويلة حتّى فتح الله عليهم أبواب رحمته وبركته .
/خ7