جولة كونية في خط الإيمان بالله
وهذه جولةٌ في رحاب الأرض وفي آفاق الفضاء في مفردات النعم وفي مواقع العناية الإِلهية بالإنسان ،وفي امتداد القدرة التي ترعاه من خلال الهيمنة على كل شيء ،لتذكير الإنسان بأنّ الله وحده هو الذي جعل الأرض مستقرّاً له كما يجب أن يكون الاستقرار ،وأنه وحده الذي يملك له الأمن والحماية من كل شيء ،دون غيره .
جعل الله الأرض ذلولاً
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ ذَلُولاً} كما هو الحيوان الذلول الذي لا يجمح ولا يضطرب بل يستكين لراكبه ،فالأرض منقادةٌ مطواعةٌ بفضل ما هيّأه فيها من وسائل المعاش التي تشمل جميع الضرورات والشروط التي تمنح الإنسان الإمكانات الكفيلة بتأمين الراحة والحصول على كل حاجاته ،والوصول إلى طموحاته المادية والمعنوية ،{فَامْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا} أي في ظهورها ،لتبلغوا غاياتكم ،{وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ} الذي وزعه في مواقعها بمختلف أَشكاله وألوانه من الحيوان والنبات ،وتحركوا فيها كما يحلو لكم مستمتعين بنعم الله عليكم حتى تنتهي بكم الحياة إلى أجلها المحدّد لكم ،في ما أعطاكم الله من عمر محدود .
إلى الله النشور
{وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} حيث تبدأون حياةً جديدةً تنشرون فيها من القبور بعد موتكم ،وتواجهون الحساب ،وتعرفونعلى هذا الأساسأن وجودكم في الأرض يتحرك من بداية الوجود التي تنطلق من إرادة الله في خلقكم وتدبيره لحياتكم ،إلى النهاية التي تنفتح على العالم الآخر الذي تواجهون فيه نتائج المسؤولية .