{قَالُواْ يا وَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} في ما سوّلت لنا شياطين الشرّ في أنفسنا من الطغيان الذاتي على مقام ربنا ،وعلى الناس من حولنا ،فلم نستطع أن ندرك جيداً حجمنا الطبيعي في عبوديتنا لله التي تفرض علينا أن نتعرف حدود قدرتنا وطبيعة حاجتنا المطلقة إليه ،كما نتعرف حدود مسؤوليتنا في أنفسنا ،وفي ما نملك من مالٍ وجاهٍ ونحوه ،وكيف يجب أن نجعل كل حياتنا مظهراً متحركاً لعبوديتنا لله .
إنه النداء بالويل الذي يحس به الإنسان وهو يرى نفسه على حافة الهاوية التي تقوده إلى الهلاك ،وتتصاعد الحسرة في نفوسهم ،ثم تبدأ الرغبة في آفاقها الروحية لترتفع إلى الله الذي أدركوه في مواقع رحمته في ما شعروا به من آفاق عظمته ،وبدأت الأمنيات الروحية خلافاً لتلك الأمنيات المادية ،في حركةٍ ابتهاليةٍ خاشعةٍ تهزم اليأس في نفوسهم .