ثمّ يضيف تعالى: ( قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين ) .
لقد اعترفوا في المرحلة السابقة بالظلم ،وهنا اعترفوا بالطغيان ،والطغيان مرحلة أعلى من الظلم ،لأنّ الظالم يمكن أن يستجيب لأصل القانون إلاّ أنّ غلبة هواه عليه يدفعه إلى الظلم ،أمّا الطاغي فإنّه يرفض القانون ويعلن تمرّده عليه ولا يعترف برسميّته .
ويحتمل أن يكون المقصود بالظلم هو: ( ظلم النفس ) ،والمقصود بالطغيان هو ( التجاوز على حقوق الآخرين ) .
وممّا يجدر ملاحظته أنّ العرب تستعمل كلمة ( ويس ) عندما يواجهون مكروهاً ويعبّرون عن انزعاجهم منه ،كما أنّهم يستعملون كلمة ( ويح ) أحياناً ،وأحياناً أخرى ( ويل ) وعادةً يكون استعمال الكلمة الأولى في المصيبة البسيطة ،والثانية للأشدّ ،والثالثة للمصيبة الكبيرة ،واستعمال كلمة ( الويل ) من قبل أصحاب البستان يكشف عن أنّهم كانوا يعتبرون أنفسهم مستحقّين لأشدّ حالات التوبيخ .
/خ33