وأخيراًبعد عودة الوعي إلى ضمائرهم وشعورهم .بل واعترافهم بالذنب والإنابة إلى اللهتوجّهوا إلى الباريء عزّ وجلّ داعين ،وقالوا: ( عسى ربّنا أن يبدلنا خيراً منها إنّا إلى ربّنا راغبون ){[5388]} فقد توجّهنا إليه ونريد منه انقاذنا ممّا تورّطنا فيه ..
والسؤال المطروح هنا: هل أنّ هؤلاء ندموا على العمل الذي أقدموا عليه ،وقرّروا إعادة النظر في برامجهم المستقبلية ،وإذا شملتهم النعمة الإلهية مستقبلا فسيؤدّون حقّ شكرها ؟أم أنّهم وبّخوا أنفسهم وكثر اللوم بينهم بصورة موقتة ،شأنهم شأن الكثير من الظالمين الذين يشتدّ ندمهم وقت حلول العذاب ،وما إن يزول الضرّ الذي حاقّ بهم إلاّ ونراهم يعودون إلى ما كانوا عليه سابقاً من ممارسات مريضة ؟
اختلف المفسّرون في ذلك ،والمستفاد من سياق الآية اللاحقة أنّ توبتهم لم تقبل ،بلحاظ عدم اكتمال شروطها وشرائطها ،ولكن يستفاد من بعض الرّوايات قبول توبتهم ،لأنّها كانت عن نيّة خالصة ،وعوضهم عن جنّتهم بأخرى أفضل منها ،مليئة بأشجار العنب المثمرة .
/خ33