{وَنَزَعَ} الشيء: أخرجه من مكانه .
وجاءت المعجزة الثانية{وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ} مع أن موسى كان أسمر اللون ،فكيف تحولت يده إلى هذا البياض الناصع من غير مرض ؟وعقدت المفاجأة لسان فرعون ،فلم يتكلم بشيءٍ ،وكأنه أحسّ بصدق موسى .وربما عاش بعض التردّد في سر ما رآه ،،هل هو معجزةٌ أم سحر ؟
وشعر قومه الذين هم جهاز سلطته بهذه الحيرة التي أخذت تأكل قلب فرعون .وربما خافوا أن تتحوّل الحيرة إلى قناعةٍ وإيمانٍ بصدق موسى ،فيميل إليه ،فيفقدون بذلك سلطانهم ،فتدخّلوا ليحسموا الموضوع عنده ،ليؤكدوا أن ما قام به موسى هو سحر ،وأن موسى ليس نبياً ،بل هو ساحرٌ عليمٌ يملك المزيد من القدرة والمعرفة في هذا الفنّ .وكان مثل هذا الاحتمال قريباً إلى أجواء المجتمع هناك ،لأنّ ألاعيب السحر التي تماثل ما قام به موسى في الشكل ،كانت مألوفةً لديهم .