الآية الثانية أو المعجزة الثانية أنه أدخل يده في جيبه ، فخرجت من الجيب ساطعة البياض لها نور ، ولها لمعان من غير سوء أي مرض ، كما قال تعالى:{ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء . . . . . . . . . . . ( 12 )} ( النمل ) ، ولقد روي عن ابن عباس أنه قال:( كان ليده نور ساطع يضيء ما بين السماء والأرض ) أفزع فرعون هذا ، ولم يتكلم ، ولكن تكلمت الحاشية متحدية الحق والرسالة ، تأكيدا لولائهم ، وتشجيعا على الإنكار ، وما كان لهم أن يتكلموا عن بياض اليد ؛ لأنه فوق ما يستطيعون وما يعلمون ، وحاولوا إبطال الأولى ؛ لأنها تتعلق بنوع علم عندهم ، والعاجز عن رد الحجة يختار ما يحسبه أسهل في الاستدلال عليه فيتكلم فيه ، ليشغل الناس عن الآخر ، وما كان كلام الحاشية إلا تشجيعا على الإنكار ؛ لأنهم طوعوا أنفسهم على العيش بجوار فرعون ، وقد رأوا دعوة موسى اعتداء على ألوهية فرعون في زعمهم ، فسبقوه إلى الإنكار مرضاة له ، حتى رموه في البحر{ قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ( 109 ) يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ( 110 )} .