أمر الله تعالى موسى – عليه السلام – بأن يجيب جوابا عمليا ، والعمل يبهت الظالمين ،{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ( 107 ) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ( 108 )} .
معجزتان من المعجزات التسع التي أيد الله تعالى بها موسى أمام فرعون الطاغية ، لعنه الله تعالى ، ولعن كل من حاكاه من الطغاة ، أما المعجزة الأولى فإنها العصا ، ألقاها على الأرض ، وهي في يده عصا ، فإذا هي على الأرض حية تسعى ، أذهلت وأفزعت ، وأثارت العجب .
هذه هي الأولى ، وقد جاءت على الصورة من انقلاب العصا إلى ثعبان واضح مبين ، وذلك في مظهره قريب من السحر ، وقد كان أهل مصر اشتهروا بالسحر ، فالسحرة علماؤهم وكهنتهم ، وما كان فرعون يحكمهم إلا بهذه الأوهام ، وكذلك تجد كل الطغاة الذين حاكوه وخصوصا في مصر يستجلبون كل من يتعاطون السحر ، ويقربهم زلفى إليه .
وعلم السحرة – كما سيأتي – أن ما جاءهم به ليس من السحر في شيء ، وإن بدا أمام الناظرين في صورته .