وهذا ما يحاوله الدعاة إلى الله ،الأدلاّء على سبيله ،الذين لا يشعرون بأنهم يتحركون من مواقع ذاتية في مواجهة ردود الفعل السلبية القاسية ،بل يتحركون من موقعٍ رساليٍّ ينتظر تحطيم مقاومة هؤلاء الضالّين ،بالإصرار على الموقف الهادىء الكفيل بدفع الضالّين إلى احترام الفكرة الهادئة التي يطرحها الرسل من خلال احترامهم للعقل الهادىء الذي يوحي به الموقف الرسالي الواعي ،الذي تمثَّل في موقف هود كنموذج حيٍّ رائد ،عندما قال:{لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَلَمِينَ *أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} وذلك هو دور الرسول في رسالته ،أن يكون ناصحاً لأمته في حاضرها ومستقبلها ،أميناً على الحقيقة التي تفتح قلوب الناس على الله ،وعلى الحياة الكريمة من خلاله ،وعلى الرسالة التي يحملها بصدق ،ويبلِّغها بوعيٍ وإيمان وقوة ،وذلك هو دور كل داعيةٍ إلى الله في حركته الرسالية في حياة الناس ،أن يعيش معهم بروحيّة الإنسان الذي ينصح لله في خلقه ،ويكون أميناً على كل أوضاعهم العامة والخاصة على كل صعيد ،وأن يجسِّد ذلك كله في أقواله وأفعاله .