{ءَاسَى}: أحزن كثيراً .
لا أسف على الكافرين
ووقف شعيب أمام هذا المشهد الرهيب ،مشهد هؤلاء الذين كذّبوه وأرادوا أن يطردوه ،وهم جاثمون في دارهم ،فلم يكن ردّ فعله التشفّي أو الشماتة ،بل الأسف على هؤلاء القوم الذين أوصلوا أنفسهم إلى هذه النتيجة الخاسرة ،لأنهم لم ينفتحوا على الله من موقع الإيمان .{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} ،فلم أدّخر أيّ جهدٍ في إبلاغ الرسالات وفي تقديم النصائح ،ولكنكم لم تستجيبوا لي ،ولم تفكّروا في ذلك كله ،فاستسلمتم للكفر والجحود والعصيان{فَكَيْفَ ءَاسَى} وأحزن{عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} ،لأنني أعيش في مشاعري روح الإيمان بالله ؟!وفي هذا الجوّ ،لا بد للمؤمن من أن يتعاطف مع من يحبّون الله ويحملون مسؤولية الحياة بمناهج الحق ،أمّا من يحبّون أنفسهم ويتمرّدون على الله ،ويملأون الحياة كفراً وضلالاً وانحرافاً ،فلا مجال للأسف عليهم ،لأنهم اختاروا طريق الضلال والهلاك بملء إرادتهم واختيارهم ،وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .