وماذا كان من أمر نبي الله تعالى الذي كذبوه وهو شعيب فقال سبحانه:{ فتولى عنهم} أي أعرض عنهم عندما علم أنهم قد أصروا على الكفر إصرارا ، وآذوا المؤمنين ، أعرض عنهم ونزل بهم ما نزل ، وعند إعراضه ، قال لهم – عليه السلام – عند نزول البلاء عليهم ، وقد توقعه فوقع{ وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين} كيف أحزن على قوم كفروا ، وأصروا على كفرهم حتى ماتوا وهم كافرين .
وفي هذا الكلام من نبي الله شعيب إشارة إلى محبته لهم ابتداء ، وطلب الهداية لهم ، ولكنهم كفروا ، فلم يحزن عليهم ، وكان غريبا أن يحزن عليهم مع موتهم كافرين .