{وَجَمَعَ فَأَوْعَى} من هؤلاء الذين جمعوا المال واستغرقوا فيه ،فلم يكن لهم أيّ همٍّ في الحياة إلاّ أن يجمعوه من حلالٍ أو حرام ،ليملأوا به أوعيتهم المعدّة لذلك ،من دون أن يتحسسوا مسؤوليتهم في مصادره وموارده ،وليتحول ذلك عندهم إلى حالةٍ معقّدةٍ من الطغيان الذي يمتد بهم إلى الكفر بالحق الذي يأتيهم على لسان الرسل ،ويدفعهم إلى الضغط على أصحابه والعمل على إضلال الناس الذين يؤمنون به ،أو يبحثون عن الطريق الذي يؤدي بهم إلى الإيمان .
وقد نلاحظ في هذا الحديث عن دعوة النار الناس إليها ،لوناً من الإيحاء بأن للنار حسّاً وشعوراً وحياةً ،كما لو كانت مخلوقاً حيّاً يستدعي الآخرين إليه ليخوّفهم وليعذّبهم ،ليكون ذلك أشدّ على الإنسان المجرم في ضغطه على مشاعره ،لأنه قد يثير في نفسه أنه لن يحلّ مشكلته بهروبه ،لأن النار سوف تلاحقه وتدعوه إليها بكل الوسائل التي لا يملك الفكاك عنها من جميع الجهات .