والجمع والإِيعاء في قوله:{ وجمع فأوعى} مرتب ثانيهما على أولهما ،فيدل ترتب الثاني على الأول أن مفعول{ جمع} المحذوف هو شيء مما يوعى ،أي يُجعل في وعاء .
والوعاء: الظرف ،أي جمع المال فكنزه ولم ينفع به المحَاويج ،ومنه جاء فعل{ أوعى} إذا شحّ .وفي الحديث:"ولا تُوعي فيُوعَى عليك".
وفي قوله:{ جمَع} إشارة إلى الحرص ،وفي قوله:{ فأوعى} إشارة إلى طول الأمل .وعن قتادة{ جمع فأوعى} كان جَمُوعاً للخبيث ،وهذا تفسير حسن ،أي بأن يُقدَّر ل{ جمع} مفعول يدل عليه السياق ،أي وزاد على إدباره وتوليه أنه جمع الخبائث .وعليه يكون{ فأوعى} مستعاراً لملازمته مَا فيه من خصال الخبائث واستمراره عليها فكأنها مختزنَة لا يفرط فيها .