وهذا ما جعل استثناء المصلّين في قوله تعالى:{إِلاَّ الْمُصَلِّينَ} أمراً طبيعياً ،من خلال ما ترمز إليه الصلاة في حياة الإنسان المؤمن من إيمانٍ بالله ،وثقةٍ به ،وتوكلٍّ عليه ،واستسلام له ،وانفتاح على معنى العبودية في ذاته ،في ما يؤكده ذلك من إحساسٍ بمعنى الحرية الإنسانية أمام الكون كله ،لأنه يتساوى معه في كونه مخلوقاً لله تعالى .
وفي ضوء ذلك ،يمكن للقيم الروحية الإنسانية في جانبها العملي أن تؤثر إيجابياً في شعوره بالقوّة وحركة الخير والعطاء في حياته ،من خلال الإيمان بأن الله يرعاه في نقاط ضعفه وقوّته ،وأنه يعوّض عليه كل ما يقدمه للآخرين من ماله ،وهذه هي الصفات التي يمكن أن يتّصف بها المصلّون في حركتهم الأخلاقية العملية التي ترتفع بهم إلى مستوى الإنسانية القريبة من الله سبحانه .