{أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ} في ما تمثله العبادة من الخضوع لله في كل شيءٍ ،بحيث تكون الحياة كلها في وجودكم العملي خاضعة له ،منقادةً لإِرادته ،{وَاتَّقُوه} في ما تمثله التقوى من الحالة العقلية التي تراقب الله كحقيقةٍ تفرض نفسها على الجانب العقلي للإنسان ،ليكون ذلك أساساً للمراقبة المسؤولة التي تقود إلى السلوك المسؤول ،وفي ما تثيره من الحالة الشعورية التي تزحف إلى وجدان الإنسان وشعوره ،فتهزّ الإحساس بالخوف الشعوري من الله ومن عقابه ،حتى يتحوّل ذلك إلى موقفٍ للطاعة في حركة الإنسان في الالتزام العملي .
{وَأَطِيعُونِ} باعتبار أنه الرسول القائد الذي يقود خطاهم إلى الخط المستقيم ،في ما يمكن أن يبلّغه من الأوامر والنواهي التي أراد الله له أن يبلغهم إيّاها ،وفي ما يمكن أن يحرِّك أوضاعهم التفصيلية في مجال التطبيق للنظرية في تفصيلات الحياة وجزئياتها ،وفي ما تتحرك به القيادة من تدريب الناس على طريقة احتواء النظرية العامة في الحياة الواقعية ،