{يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ} التي بدأتموها بالكفر ،وحركتموها في أوضاع التمرد والجريمة في سلوككم العملي المنحرف عن الخط الصحيح .فإن الإيمان السائر على خط العمل يهيىء للغفران الإِلهي الذي يناله المؤمنون بالله العاملون في خط طاعته ،فلا يبقى للماضي الأسود أيّ تأثير على مصيرهم المستقبلي في رحمة الله ،{وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} فلا يستأصلكم بعذابه ،بل يمهلكم إلى الأجل الطبيعي الموعود المحدَّد لكم في وجودكم الخاص ،{إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ} فهو الذي حدّده في عملية تحديد جزئيات الوجود .
ويمكن أن يكون المراد بالأجل يوم القيامة الذي سوف يأتي بحتميته في وقته الحاسم الذي لا مجال لتخلّفه وتأخره ،{لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} بالحقائق النهائية الحاسمة التي لا يمكن أن تنحرف عن دائرتها الواقعة في حركة الوجود المنطلق من إرادة الله .