قوله تعالى:{يغفر لكم ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجل مسمى} [ نوح: 4] .
خطاب لقوم نوح عليه السلام .
فإن قلتَ: إن كان المراد تأخيرهم عن الأجل ،المقدّر أزلا فهو محال ،لقوله تعالى:{ولن يؤخّر الله نفسا إذا جاء أجلها} [ المنافقون: 11] وتأخيرهم إلى مجيء أجلهم المقدّر ،فهو كغيرهم سواء آمنوا أم لا ؟
قلتُ: معناه يؤخركم عن العذاب إلى منتهى آجالكم({[656]} ) ،على تقدير الإيمان ،فلا يعذّبكم في الدنيا ،إن وقع منكم ذنب ،كما عذّب غيركم من الأمم الكافرة فيها ،أو يؤخر موتكم كأن قضى الله بتعميركم ألف سنة إن آمنوا ،وبخمسمائة سنة إن لم يؤمنوا .