( يغفر لكم من ذنوبكم ) أي:إذا فعلتم ما أمرتكم به وصدقتم ما أرسلت به إليكم ، غفر الله لكم ذنوبكم .
و "من "هاهنا قيل:إنها زائدة . ولكن القول بزيادتها في الإثبات قليل . ومنه قول بعض العرب:"قد كان من مطر ". وقيل:إنها بمعنى "عن "، تقديره:يصفح لكم عن ذنوبكم . واختاره ابن جرير ، وقيل:إنها للتبعيض ، أي يغفر لكم الذنوب العظام التي وعدكم على ارتكابكم إياها الانتقام .
( ويؤخركم إلى أجل مسمى ) أي:يمد في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب الذي إن لم تنزجروا عما نهاكم عنه ، أوقعه بكم .
وقد يستدل بهذه الآية من يقول:إن الطاعة والبر وصلة الرحم ، يزاد بها في العمر حقيقة ; كما ورد به الحديث:"صلة الرحم تزيد في العمر ".
وقوله:( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ) أي:بادروا بالطاعة قبل حلول النقمة ، فإنه إذا أمر [ الله] تعالى بكون ذلك لا يرد ولا يمانع ، فإنه العظيم الذي قهر كل شيء ، العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات .