ويتابع هؤلاء النفر من الجن حديثهم عن أوضاعهم التي كانوا عليها وعن المتغيّرات الجديدة التي حدثت لهم بعد نزول الرسالة على النبي( ص ) ،فيتحدثون عن عدم وجود أيّة مصادر للمعرفة الغيبيّة عندهم ،مما كان يعتقده فيهم الناس ،أو مما كان ينسبه الكهان إليهم ،ليرتبط الناس بهم لذلك من خلال ما يرونه فيهم ،أو يدّعونه لأنفسهم من الصلة بالجن أو في ما يوحي إليهم الجن من ذلك .
{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ} كما كنا نلمسها سابقاً عندما نقترب منها لنستمع أخبار الملأ الأعلى ،من خلال ما أطلع الله سكانه عليه ،عما يمكن أن يحدث في الأرض مما قدّره الله فيها .فوجدنا الأمر قد تغير عما كنا عليه ،فلم يعد هناك مجالٌ للاقتراب من آفاق السماء ،{فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً} يطردوننا عنها{وَشُهُباً} تلاحقنا لتحرقنا بنارها إذا فكرنا بالاقتراب منها ،