{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} هذه هي المعادلة الإنسانية في حساب الله ،فقد جعل الله الإنسان يساوي عمله ،وجعل العمل عنواناً للمصير المحتوم في الدار الآخرة ،ما يجعل الإنسان مرهوناً بعمله ،محبوساً في دائرته ،فإذا كان عمله خيراً وطاعةً ،أطلقه الله لينطلق بكل حريته الروحية إلى جنات النعيم ،وإذا كان عمله شرّاً ومعصية اشتد حبسه في دائرة الضيق والضنك ،ليدخل إلى سجن جهنّم الذي لن يخرج منه أبداً .
ولكنّ هناك جماعةً من الناس قد أخلصت لله حتى عاشت الصفاء الروحي والاستقامة العملية في الآفاق الكبيرة المنفتحة على الله في رحاب رحمته ورضوانه ،وهم أصحاب اليمين الذين يتميّزون عن الناس بعمق العقيدة وامتداد العمل وإخلاص الروح لله ،وهؤلاء هم الذين أطلقهم الله من الارتهان ،لأنهم عاشوا مع الحرية بعدما استطاعوا تحرير إرادتهم من الخضوع للشيطان ،ولهذا كانوا في دائرة الاستثناء .