{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً} أي أن المسألة قد لا تكون مسألة غفلة أو خوفٍ ونفرة ،بل هي حالة الاستكبار الذي يعيشونه في شخصياتهم ،فيُخيّل إليهم أن مستواهم ليس هو مستوى الناس الذين يرسل الله إليهم رسولاً لا يملك المستوى الذي يملكونه في الوسط الاجتماعي ،بل لا بد من أن ينزل الله على كل واحدٍ منهم كتاباً سماوياً خاصاً به ليتناسب ذلك مع طموحاتهم الذاتية .
وقد لا تكون هذه الطروحات حقيقية في ما يفكرون به ،بل قد تكون مسألة تحدٍّ للنبي( ص ) في ما يدعوهم إليه ،ليعطّلوا عليه حركة الدعوة في مجتمعاتهم ،لأنهم يعرفون أنه لا يستجيب لهم في ذلك ،لأنه طلب غير معقول وغير واقعي ،لأن قضية الرسالة ليست عبثاً يخضع للتمنيات ،ولكنها حاجةٌ واقعيةٌ تنبعث من إرادة الله المنطلقة من الحكمة الإلهية في إرسال رسله وإنزال رسالاته .