{أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ} عندما تتناثر وتتفرّق وتتحول إلى قطعٍ صغيرةٍ ،أو ذرّات دقيقةٍ ضائعةٍ في التراب ؟وهذا ما يدعوه إلى الإنكار الارتجاليّ السريع ،لصعوبة تصور جمع كل هذه القطع والأجزاء لتتحول إلى هيكل عظميّ متماسك ،ثم لتكتسي باللحم ،ثم لتدب فيها الحياة بعد أن تأخذ صورتها الإنسانية الطبيعية ،ولكن لماذا يجد الإنسان صعوبةً في هذا التصوّر ؟ولماذا يسارع إلى الإنكار ؟فما عليه إلا أن يدقق في روعة الإِبداع في خلق أعضاء جسده ،ليعرف أن الله القادر على أن يُبدع ما هو أكثر خطورة ،وأشدُّ صعوبةً ،بحسب طبيعته ،قادرٌ على خلق غيره ،لأنه الأسهل والأقل خطورة ...