{فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى} وتتطهر من قذاراتك الفكرية والروحية والعملية التي علقت بكيانك كلّه ،فأصبح فكرك يحمل قذارة الكفر ،وتلوّثت روحك بقذارة التكبر والتجبر ،وأحاطت بعملك أقذار الظلم والطغيان .
وهكذا كانت رسالته إليه تتحرك بأسلوب الإثارة الإيحائية التي تأخذ معنى الصدمة القاسية بأسلوبٍ هادىء ،فلم يكن فرعون لينتظر أن يخاطبه شخص مثل موسى( ع ) ليحدثه عن الوحل الذي يغرق فيه ،وعن الطهارة التي يدعوه إليها ،ولكنهافي الوقت نفسهقد تثير بأسلوبها الهادىء بعض الحيرة في نفسه ،وبعض الشك في فكره ،ليراجع أوضاعه من خلال الكلمةالصدمةلأنها جاءت في معرض الطلب الهادىء الخالي من عنصر الإثارة الذي يفتح القضية كما لو كانت شيئاً يتسلم زمام المبادرة فيه ليقوم به بإرادته ،الأمر الذي يبتعد عن أسلوب الفرض ،فلا يتنافى مع طبيعة الكبرياء في ذاته .