يوم الطامة الكبرى
وهكذا يعيش الإنسان في هذه الدنيا في متاعها الذي يتقلب فيه الإنسان في غذائها وكسائها وشهواتها ،وتتنوع فيها مطامحه وأطماعه ،وتستغرق في لذاتها حواسه ،ويعيش في استرخاء الغفلة وراحة الغيبوبة ،وفجأةً ينتهي كل شيءٍ ،وينفتح الجو على عالم جديدٍ .
{فَإِذَا جَاءت الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى} العالية الغالبة التي تغطي على كل شيء تحتها ،فلا تحس به ،لأنها تخفي كل تلك الحياة المليئة بظواهرها الكونية ولذاتها الحسية وأوضاعها المادية ،وتلك هي القيامة التي يقف فيها الإنسان ليواجه مشاعر وقضايا جديدة ،ليبدأ التذكر لكل تاريخه العملي ،في ما فكر فيه ،في من آمن به أو كفر ،أو ما عمله ،مما أحسن فيه أو أساء ،أو ما عاشه من علاقات ،مما كان يحمل الخير أو الشرّ ،والمصلحة أو المفسدة في ذلك اليوم الرهيب .