{الَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ} لأنهم لا يرون في العهد التزاماً داخلياً عميقاً مقدّساً ،بل يرون فيه مجرّد فرصةٍ ينتهزونها للخروج من مأزقٍ طارىء وضغط عنيف ،أو يعتبرونه دوراً يمثلونه ليجلبوا لأنفسهم نفعاً ،أو ليدفعوا عنها ضُرّاً .فهم يلعبون بالكلمات تماماً كأيّة لعبة أخرى ،ولهذا فإنهم لا يجدون أي حرجٍ في الرجوع عنه أو نقضه ،لأن القضيةفي مثل هذه الأمورهي قضية الضغط الخارجي ،أو الوازع الداخلي ،فإذا ابتعد الأول لفقدان الظروف التي تمثل عنصر الضغط ،كان الثاني هو الضمانة الباقية للالتزام .ولكنه ينطلقفي الأغلبمن الإيمان بالله .فإذا فقد الإنسان ذلك ،فقد كل شيء في هذا الاتجاه .وهذا ما أشارت إليه الآية بقوله تعالى:{وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ} في ما تمثّله من مراقبةٍ داخلية لله في كل الأمور ،وانضباطٍ عملي على هذا الأساس ..وربما كان المقصود بهؤلاء اليهودكما جاء في بعض الرواياتوربما أُريد به غيرهم .