وهذا حديثٌ عن الإنسان الذي يكفر بالله ،فلا يتطلع إلى مواقع عظمته في خلقه ،ولا إلى مواقع نعمه في حياته ،ما يجعل من كفره بهذه الحقيقة الواضحة ،كفراً بما لا يجوز الكفر به ،لأن مجرد التفكير به يدفع إلى الإيمان به .
{قُتِلَ الإِنسَانُ} كلمة دعاءٍ عليه ،وإيحاءٍ بتفظيع أمره وتقبيحه ،باعتبار أنه فعلٌ يستحق عليه القتل ،لخطورته في نتائجه الخطيرة ،{مَآ أَكْفَرَهُ} أي ما أشدّ كفره وجحوده وتمرده على ربّه ،فإنه يستوجب العجب ،في إنكاره ما لا يجوز إنكاره من حقيقة الإيمان بربه ،لأنه جمّد عقله عن الحركة في اتجاه اكتشاف الأسس التي يرتكز عليها الإيمان .